هل يحصل المعلم على حقوقه؟ .. أ. محمد يوسف محمد المحمودي معلمٌ يدافع عن حقوق المعلمين ويحدثكم من القلب..
قبل أي حديثٍ وقبل أي شيء: هل يرضيكم وضع المعلم المادي والاجتماعي في مصر؟ في أوقات الأزمات؛ يكيل له الجميع الاتهامات، وعند الإنجازات، ينسونه ولا يذكرونه وينكرون فضله ودوره. ما لكم كيف تحكمون؟
حقوق المعلم مستحقة
الحقيقة تعمي الخيال، كما يزهق الحق الباطل، ولو قلنا إن المعلم هو أساس الوطن، فهذا القول لا يعني الانتقاص من دور الفلاح والشرطي والمهندس. لكن القصة من بدايتها تقول إن العلم هبة من الله للإنسان، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن المعلمين هم أساس نهضة أي أمة، ولن ينصلح حال أمة أهانت معلميها وأهدرت كرامتهم وجردتهم من حقوقهم.
أليس المعلم هو الذي أسس الجندي على حب الوطن، وعلمه كيف يرسم العلم، وكيف يعبر في كراسته عن أمجاد وانتصارات بلاده؟ أوليس المعلم هو من علم المحاسب كيف يكون الجمع والطرح والضرب والقسمة وعلم المهندس كيف يخطط الأشكال الهندسية ويحسب القاعدة والارتفاع والعرض والطول؟
وقفة مع النفس
ليقف كل منا لحظةً مع نفسه ويستحضر بينه وبين نفسه معلمًا كان له أثرٌ كبيرٌ في نفسه، وترك بصمةً غيرت مجريات حياته وكان سببًا في تحوله من حالٍ سيءٍ إلى حالٍ أفضل. وسأبدأ بنفسي: أستحضر الآن معلم الهندسة الذي غير فكرتي عن هذا العلم برمته، وجعلني محبًا لها في حصةٍ واحدة، بعدما كنت لها من الكارهين. وأذكر معلم اللغة الإنجليزية الذي أعانني على اتقانها بعدما كنت يائسًا من ذلك، وكيف جعلني أحول عجزي إلى قوة وأصر على التخصص فيها بحبٍ وشغف؛ حتى حصدت من هذا كله تميزًا وتألقًا فيها شهد لي به العدو قبل الصديق، وقبلهما أذكر والدي الذي كان معلمي الأول؛ فعلمني القراءة والكتابة وجعلني أفخر بين زملائي وأقراني بحسن خطي وبراعة أسلوبي في التعبير والإنشاء
هل يحصل المعلم على حقوقه؟
تعالوا بنا نستوقف أنفسنا هنا ونسأل الجميع: هل يحصل المعلم على حقوقه كما ينبغي، لماذا لا نمنج المعلمين أجورهم التي يستحقونها ونجعلهم مثل بقية شرائح العاملين في وزارات البترول والكهرباء والدفاع؟ لما لا نعالج مرضى المعلمين في مستشفيات الدولة المرموقة؟ ولماذا لا نزود المعلمين بأحدث الأدوات والتقنيات ونوفر لهم الأسباب اللازمة لحياة كريمة صحية وآمنة؟
للمعلمين حقوق يجب أن نصونها ونحرص عليها، ولو فرطنا في ضمان وتكريس وحماية هذه الحقوق، فهذا يعني إذلال المعلمين وجعلهم غير حاضرين بكامل طاقتهم في المشهد التعليمي، وهو ما حدث ونتج عنه مشكلاتٍ لا حصر. قبل أن تحدثوه عن الواجبات، يجب أن تمنحوه الحد الأقصى من حقوقه المشروعة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم.
تعليقات
إرسال تعليق